يعتبر مرض النقرس أحد أقدم الأمراض التي سجلت في تاريخ الطب. وكان يعرف بمرض الأغنياء، إذ أن إحدى أسبابه وفرة الأغذية الغنية باللحوم. ينتج هذا المرض عن ارتفاع حمض البول أو حض اليوريك (Uric Acid) في الدم، مما يؤدي إلى تكوين بلورات حمض اليوريك أو يورات الصوديوم، وترسبها في المفاصل على شكل كتل (Tophi) وخاصة في المفصل العريض لإبهام القدم، الركبة، الكوع، وأحياناً في الرسغ أو الأصابع أو على صوان الأذن.
ويتميز هذا المرض الذي يبدأ عادة بعد سن الخامسة والثلاثين (ويكون منتشراً أكثر بين الذكور) بوجع أليم ومفاجئ في المفاصل والذي يبدأ غالباً عند قاعدة إصبع القدم الكبير وتمتد إلى الأعضاء العليا. ومع استمرار هذا المرض، تصبح هذه الأعراض أكثر حدة وتدوم لفترة أطول وتحدث على فترات متقاربة. وقد يؤدي في الحالات إلى تكوين حصى في الكلى، المسؤولة عن المغص الكلوي وأحياناً عن تدهور وظيفة الكلى.
أسباب تراكم حمض اليوريك في الدم:
- إفراز كبير لحمض اليوريك من داخل الجسم لأسباب فسيولوجية ووراثية. وهنا لا تأثير للغذاء على المشكلة.
- انخفاض قدرة الجسم على التخلص من حمض اليوريك من خلال البول، فتراكم في الجسم.
- العوامل الغذائية:
- زيادة في استهلاك الأغذية الغنية البيورين (Purines)، وهي إحدى مكونات الأحماض الأمينية، التي تتحول داخل الجسم إلى حمض اليوريك.
- الإفراط شرب الكحول.
- استهلاك الدهون بشكل كبير.
وهناك أسباب غير مباشرة تزيد من تراكم حمض حمض اليوريك في الدم وتفاقم مشكلة النقرس، وأهمها السمنة وزيادة الوزن، ارتفاع الكوليسترول والتي يغليسريد في الدم، مرض السكري، القصور الكلوي، واللوكيميا.
العلاج:
يكون إتباع نظام غذائي خاص للقليل من حمض اليوريك في الدم فعّال إذا كان مريض النقرس يعاني من زيادة الوزن، ارتفاع الكوليسترول والتريغليسريد في الدم أو مرض السكري. إلا أنه في معظم الحالات وإلا بد أن يترافق النظام الغذائي مع استعمال أدوية طبية للتقليل من هذه المشكلة. عادة يتم استعمال الأدوية التي تقلل من تركيز حمض اليوريك في الدم مثل (Probenecid)، أو التي تمنع تكوينه في الجسم مثل (Allopurinol)، بالإضافة إلى استخدام (Colchicine) للتخفيف من حدة آلام المفاصل التي يشعر بها مريض النقرس.
النظام الغذائي لعلاج تراكم حمض اليوريك في الدم:
- شرب لترين ونصف من الماء وحتى 3 لترات يومياً، لزيادة إدرار البول والتخلص من حمض اليوريك المتراكم.
- الابتعاد عن الأغذية الغنية بالييورين، وخاصة:
- اللحوم المدهنة، المرتديلا، السجق والنقانق، أكارع العجل والغنم مثل الكبد والنخاعات واللسان والقلب والسلاسل ومرقة اللحم والدجاج، واستبدالها بلحم العجل الخالي من الدهون، وتناول السمك والدجاج مرتين إلى 3 مرات أسبوعياً.
- السردين، سمك الأنشوفة (Anchovy)، بيض السمك، الصدف وثمار البحر،السمك المملح،.
- الحمام، العصافير والبط.
- السبانخ والعدس.
- الامتناع عن شرب الكحول بأنواعها.
- التقليل من شرب القهوة والشاي.
- الابتعاد عن استهلاك الدهون بكافة أنواعها قدر الإمكان، واستبدال الدهون الصلبة كالسمنة والزبدة بالزيوت النباتية وخاصة زيت الزيتون.
- الحد من تناول الحلويات والشوكولا إلى مرة واحدة في الأسبوع، لاحتوائها نسب عالية من الدهون المشبعة والكوليسترول.
- التقليل من استهلاك البروتينات الحيوانية وسكر الطاولة، واعتماد الكربوهيدرات كمصدر أساسي للطاقة.
- الاكثار من تناول الفاكهة والخضراوات الطازجة والمطبوخة.
- تناول منتجات الالبان قليلة او منزوعة الدسم.
أخصائية التغذية
ريم محمد زيتاوي