القرنية المخروطية

ما هي القرنية المخروطية؟

القرنية المخروطية هو مرض يصيب قرنية العين.

تمثل القرنية العدسة المقعرة عالية الشفافية فى مقدمة العين وظيفتها الأساسية تجميع الصورة الساقطة على مركز الإبصار بالشبكية حتى تتمكن من الرؤية.

وتتكون القرنية من 5 طبقات من الأنسجة الحيوية ويدخل فى تكوينها مواد بروتينية وسكرية وألياف منتظمة من مادة الكولاجين مصفوفة فى تناسق تام لتسمح بمرور الموجة الضوئية كاملة بين فراغات الكولاجين بدون أى انكسار أو انعكاس.

فى حالة القرنية المخروطية فإن القرنية تفقد تماسك مادة الكولاجين المكونة لها. ويتحول سطحها من الشكل كامل الاستدارة إلى شكل قمع أو مخروط  يؤدي إلى ضعف متزايد فى سمك القرنية. مما يؤدى إلى عدم وضوح الرؤية بالنظارة الطبية مع وجود استيجماتيزم عالى عادة ما يبدأ من سن المراهقة.

ما هو سبب الإصابة بمرض القرنية المخروطية ؟

لا يعرف حتى الآن السبب الحقيقى لهذا المرض،  وجد أن الوراثة لها دور قليل في الإصابة بهذا المرض. وتحدث حالات كثيرة نتيجة دعك العين على مدى سنوات طويلة نتيجة الرمد الربيعى (أحد أنواع الحساسية المزمنة للعين).

أعراض المرض

أبرز الأعراض هى عدم وضوح الرؤية مع تغير سريع فى قياسات النظارة الطبية، وكثرة التردد على الطبيب لتغيير مقاس النظارة. ومع مرور الوقت يزداد الانخفاض حدة وتصبح النظارة محدودة الفائدة.

يشتكي المريض عادة من رؤية خيالات بشكل مستمر لا تختفي مع النظارة، خصوصا عند السياقة الليلية للإضاءة في الشوارع او للترجمة على التلفاز. قد يترافق ذلك مع وجود صداع مستمر.

كيف تشخص القرنية المخروطية؟

يتم تشخيص المرض بفحص عين المريض والتصوير الطوبوغرافي للقرنية بالكاميرا الخماسية وقياس سمك القرنية.

السبب وراء زيادة معدلات انتشار مرض القرنية المخروطية في العقد الأخير

لا يوجد زيادة فعلية في معدلات المرض، ولكن تطور أساليب التشخيص كالرسم الطوبوغرافي خاصة بعد ظهور الكاميرا الخماسية.

واستخدام هذه الأجهزة كفحص روتيني قبل إجراء عمليات إصلاح عيوب الإبصار (الليزك)، زاد من قدرة الأطباء على تشخيص المرض في عدد أكبر من المرضى وفي المراحل المبكرة من المرض.

ما هو العلاج الأمثل والأحدث؟

مرض القرنية المخروطية بطبيعته مرض متزايد يحدث فيه تدهور تدريجي مع الوقت حتى يصل المريض إلى سن الأربعين. ويعتمد العلاج على المرحلة التي تم فيها اكتشاف المرض. حيث يمكن تقسيم تطور المرض إلى ٣ مراحل:

المرحلة الأولى (البسيطة): وفيها يكون النظر جيداً بالنظارة الطبية

فى هذه المرحلة يتم  تثبيت القرنية المخروطية حتى تستقر الحالة كى لا يحدث مزيد من التدهور. حيث يقوم الجراح باستخدام قطرات مركبة من مادة الريبوفلافين توضع على سطح القرنية بعد إزالة الخلايا الطلائية المبطنة لسطحها الأمامي. ثم يتم بعدها تسليط أشعة ضوئية فوق البنفسجية بجرعات معينة تؤدي إلى زيادة الروابط بين ألياف الكولاجين وتقوية نسيج القرنية مما يمنع التدهور لسنوات طويلة بعد هذه العملية.

تعتبر عملية تثبيت القرنية من العمليات التي أحدثت طفرة في علاج القرنية المخروطية. حيث أن نسبة نجاحها في تثبيت القرنية ومنع تدهور المرض حوالي 99% إذا أجريت بالطريقة الصحيحة.

المرحلة الثانية (المتوسطة): وفيها لا يكون نظر المريض جيداً بالنظارة الطبية و لكنه ممتاز مع العدسات الصلبة

في بعض الحالات التي يسمح فيها سمك القرنية بذلك نقوم بـ علاج القرنية المخروطية بالليزر عن طريق عمل ليزر سطحي ببصمة القرنية لتعديل تعرجات القرنية.

ثم نقوم بتثبيت القرنية المخروطية بالآشعة فوق البنفسجية والريبوفلافين حتى لا يحدث تدهور مرة أخرى، وتعد هذه العملية من العمليات الناجحة جدا إذا أحسن اختيار المريض الملائم لها والجهاز الأمثل لحالته.

تفيدنا هذه العملية بتقليل الحاجة لاستخدام العدسات الصلبة و قد تكون ناجحة في تخليصنا من النظارة بشكل عام.

صور طوبوغرافية للقرنية

المرحلة الثالثة (الشديدة): وفيها تحدث عتامات بالقرنية أو تحدب شديد جدا بالقرنية.

فى هذه المرحلة نقوم بـ علاج القرنية المخروطية المتقدمه فى هذه المرحلة نقوم بعمل زرع (ترقيع) للقرنية وهو نوعان:

  •   زرع القرنية الكلي والتى يتم فيها استبدال قرنية المريض بقرنية بشرية من متبرع متوفى بكامل طبقاتها لا يوجد بها عيوب القرنية المخروطية.
  • زرع القرنية الجزئى أو الطبقي، حيث يتم استبدال الطبقات السطحية للمريض مع الحفاظ على طبقة الخلايا الضامة الداخلية المبطنة للسطح الخلفى للقرنية. مما يؤدى إلى تقليل نسبة الرفض المناعى للقرنية المزروعة.

ويجب على المريض فى حالة زرع القرنية الاهتمام بالمتابعة والالتزام بالأدوية والقطرات.

ويجب على المريض فى حالة زرع القرنية الاهتمام بالمتابعة والالتزام بالأدوية والقطرات.

شارك الآن: