هل ارتفاع ضغط العين هو الجلوكوما أو الماء الأسود؟
مرض الجلوكوما Glaucoma أو الماء الأسود أو داء الزرق هو المرض الذي يحدث فيه تلف للألياف العصبية في عصب العين الرئيسي. و هو العصب الذي ينقل الصورة إلى الدماغ. و هذه الحالة قد تحدث سواء كان هناك ارتفاع في ضغط العين أو بدونه.
أما في الحالات التي يرتفع فيها ضغط العين أكثر من القيمة الطبيعيّة، والتي تعادل 21 مليمتر زئبقي، دون وجود أعراض تدل على الإصابة بالجلوكوما، فإنّه يتم تشخيص المريض بالإصابة بزيادة الضغط في العين فقط Ocular Hypertension.
يتراوح المعدّل الطبيعي لضغط العين بين 10-21 مليمتر زئبقي، إذ يحدد هذا الضغط اعتماداً على التوازن بين كمية السائل التي يتم إنتاجها في العين، وكمية السوائل التي يتم تصريفها.
للتأكيد، فأنّ ارتفاع ضغط العين لا يُعدّ مرضاً بحدّ ذاته، وإنّما هو مصطلح يمكن من خلاله وصف مدى خطورة تطوّر هذه المشكلة، واحتمالية إصابة الفرد بالجلوكوما أو الماء الأسود وتلف العصب البصري.
ما هي أهمية مرض الجلوكوما؟
الجلوكوما هو أكثر أمراض التنكس العصبي شيوعًا Neurodegenerative diseases ، و يؤثر على حوالي 70 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.
الجلوكوما هو ثاني أكثر الأمراض التي تسبب العمى شيوعاً بعد إعتام عدسة العين أو الماء الأبيض Cataract.
هذا المرض صامت بدون أية أعراض إلا في الحالات المتقدمة!
العمى من مرض الجلوكوما لا رجعة فيه و لكن يمكن الوقاية منه. ومع ذلك ، فإن معظم المصابين بالزرق لم يتم تشخيصهم بعد. من هنا جاءت التسمية بالسارق الصامت!
ماذا يختلف الماء الأسود عن الأبيض عن الأزرق؟
هذه التسميات ما هي إلا مصطلحات عامية للدلالة على شيئين مختلفين يجدر التفريق بينهما:
- الماء الأبيض أو الأزرق Cataract: هو مرض الساد و الذي يحدث نتيجة حدوث عتامة في عدسة العين الطبيعية. و تعتبر هذه المشكلة بسيطة ويمكن حلها بسهولة بعملية جراحية سريعة.
- الماء الأسود أو داء الزرق: هو مرض الجلوكوما الذي نتحدث عنه هنا.
ما هي المخاطر التي تزيد من احتمالية إصابتي بمرض الجلوكوما؟
- ارتفاع ضغط العين هو العامل الأهم و الذي يرتبط بحدوث المرض،
- استعمال الكورتيزون بشكل مكثف،
- ضيق الحجرة الأمامية للعين Anterior Chamber و تلامس القزحية بزاوية العين Angle Closure،
- ارتفاع أو نزول ضغط الجسم Hyper or Hypotension و الذي يؤثر على مقدار التروية الحاصل على العصب البصري.
أسباب ارتفاع ضغط العين
هناك عدّة عوامل قد تسهم في زيادة ضغط العين، نذكر منها ما يأتي:
زيادة إنتاج المحلول المائي في العين:
إنّ المحلول المائي هو سائل صافي يتم تكوينه من قِبل الجسم ؛ وهو التركيب الذي يقع خلف القزحيّة، ليتجمّع هذا السّائل المتكوّن في الحجرة الأمامية التي تقع بين القزحية والقرنيّة.
وفي بعض الحالات قد تزداد كميّة هذا السائل بشكلٍ كبير، الأمر الذي يؤدّي إلى ارتفاع الضغط في العين.
عدم تصريف المحلول المائي في العين بشكلٍ كافٍ:
فهذه المشكلة قد تتسبّب في إحداث خلل في التوازن بين الإنتاج والتصريف للمحلول المائي في العين، الأمر الذي يؤدّي إلى تجمّعه في العين وارتفاع ضغطها.
تناول بعض أنواع من الأدوية:
ومن الأمثلة على هذه الأدوية التي قد يؤدّي استخدامها إلى ارتفاع الضغط داخل العين؛ الستيرويدات التي تستخدم في علاج مرض الربو والمشاكل الأخرى. بالإضافة إلى القطرات الستيرويديّة؛ التي يتم استخدامها بعد إجراء عمليات اللّيزك للعين وغيرها من العمليّات.
تعرّض العين للإصابة: .
قد يؤدّي التعرّض للإصابة إلى إحداث خلل في التوازن بين إنتاج السائل وتصريفه منها، ممّا يسبّب ارتفاع ضغط العين، وهنا تكمن أهميّة إخبار الطبيب المعالج عن تعرّض العين لإصابات سابقة قد تؤثر في ضغط السائل فيها.
وجود مشاكل أخرى في العين:
من الممكن أن تحدث الجلوكوما نتيجة إصابتها بمشاكل أخرى مثل؛ متلازمة التقشّر Pseudoexfoliation syndrome ومتلازمة تبعثر الصبغة Pigmentary glaucoma ، وقوس الشيخوخة بالإضافة إلى ذلك فإنّ الأشخاص الذين يملكون قرنيّة يكون سمكها في منطقة المنتصف أقلّ من السّمك الطبيعي يكونون أكثر عرضة للإصابة بالجلوكوما.
وجود تاريخ عائلي مرضي:
إنّ إصابة أحد الأقارب بالجلوكوما يزيد من احتمالية الإصابة.
العِرق:
إنّ الأفارقة من أصل أمريكي هم الأكثر عرضة للإصابة.
العمر:
فالأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 40 عاماً، هم أكثر عرضة للإصابة بالجلوكوما.
علاج الجلوكوما
يهدف العلاج إلى التقليل من خطر الإصابة بالجلوكوما أو تلف العصب البصري، خاصّةً لدى الأشخاص المعرّضين للإصابة بهما.
وتجدر الإشارة إلى أنّ العلاج يعتمد بشكلٍ كبير على حالة المريض بشكلٍ فردي دون مقارنته مع غيره من المرضى.
ولاختيار العلاج المثالي لتقليل ضغط العين؛ وهو ذلك العلاج الفعّال الذي لا يتسبّب في ظهور أيّة أعراض جانبيّة على المريض، بالإضافة إلى أن يكون ذو تكلفة منخفضة ومناسبة.
وفي الحقيقة تُجرى بعض الأمور المهمة، ويمكن إجمالها على النحو الآتي:
تجربة فاعليّة الدواء على المريض:
ففي بادئ الأمر يضع طبيب العيون قطرة العين في إحدى عينيّ المريض، وذلك بهدف معرفة فعاليّة الدواء في التقليل من الضغط ، وفي حال ثبتت كفاءته يتم استخدامه لكلتا العينين، أما إذا لم تثبت فعالية الدواء فقد يلجأ الطبيب إلى تغيير الدواء إلى نوع آخر بحيث يكون أكثر فاعليّة.
مراجعة الطبيب باستمرار:
فبعد اختيار الدواء يتم تحديد مواعيد زيارة للطبيب، وأولى هذه الزيارات تكون غالباً بعد 3-4 أسابيع تقريباً من بدء استخدام القطرات، ليتم فحص ضغط العين والتأكد من فعالية العلاج، وعدم تسبّبه في حدوث أيّة أعراض جانبيّة. وبعد ذلك يستمر المريض باستخدام الدواء، ويحدد له موعد زيارة آخر بعد مضي شهرين إلى أربعة شهور.
وفي الحقيقة يعتمد جدول مراجعة المريض للطبيب بشكلٍ كبير على نوع الدواء المستخدم لعلاج زيادة ضغط العين.
فهناك بعض الأدوية التي تحتاج إلى فترة أطول كي تعمل بفعاليّة مثل دواء لاتانوبروست . وترفوبروست . فهذه الأدوية قد تستغرق 6-8 أسابيع كي تعمل بكامل فعاليّتها في علاج الجلوكوما .
الليزر
يمكن استخدام الليزر في علاج الجلوكوما في الحالات البسيطة و المتوسطة في الحالات التالية:
١- ليزر SLT
٢- ليزر ALT
٣- NdYag لعمل فتحة في القزحية Iridectomy
الجراحة:
قد يلجأ الطبيب إلى جراحة الليزر في حال عدم تحمل المريض للأدوية، إلا أنّها لا تستخدم في علاج ارتفاع ضغط العين عادةً، وذلك لأنّها ترتبط بمخاطر كثيرة مقارنة بخطر تطور الجلوكوما.